حكايتي مع أسطوانة سميل للفنان الموسيقي شليمون بيت شموئيل
ملاحظة: اضغط على الراط المدون في نهاية الموضوع لسماع اللحن والاداء.
لمناسبة ذكرى يوم الشهيد الآشوري، عادت بي الذاكرة لأيام النادي الثقافي الآثوري في منتصف السبعينات حين أقدم الفنان الموسيقي القومي شليمون بيت شموئيل بإداء اغنية (البأ اخ سميل وخجا ايله دوخا: ܐܠܦܐ ܐܝܟܼ ܣܡܝܠܐ ܘܚܕܟ̰ܐ ܝܠܗ ܕܒܼܚܵܐ) من كلمات الشاعر الراحل دنخا ايشا الذي توفاه الاجل في السويد’ ومشاركة الأستاذ نوئيل داود بعزفه المنفرد على أنغام أوتار الكمان الحزين. حيث ان الثلاثي المذكور من الكلمة واللحن والأداء أثارت مشاعر الحاضرين الذين إكتضت بهم حدائق النادي بتاريخ الثاني من شهر آب 1973بمناسبة الذكرى الثالثة لتأسيس النادي وتزامنها مع أحداث آب اللهاب، وبحضور المرحوم مالك ياقو مالك إسماعيل المدعو رسمياً من قبل الحكومة العراقية، والوفد المرافق له المتمثل بالسادة سام اندراوس، زيا مالك وعوديشو جندو عن الاتحاد الاشوري العالمي، كما وتم إعادة ذات المناسبة في اليوم الثاني بحجة مناسبة الذكرى الثالثة لتأسيس النادي. ولأهمية ومكانة ذلك العرض تمت احياؤه للمرة الثالثة بتاريخ ذ6 آب في كركوك، وبما أن هذه العروض استرعت انتباه قوات الأمن الخاصة بدافع التساؤلات والاستفسارات تم تنبيه الفنان شليمون. وعلى أثر المضايقات التي استشعر بها قرر بأية طريقة ان يغادر الوطن، فشدّ به الرحال الى شمال العراق بمساعدة المهندس المعماري المعروف سهام القس، وهناك بدعم المرحوم فرنسو حريري حطت به اقدامه الأرض الإيرانية بين أبناء جلدته من الاشوريين في مناطق سكناهم رغم الظروف القاسية التي عاناها في وصوله، ومن هناك برعاية واهتمام بعض الموسيقيين الآشوريين المتمكنين حالفه الحظ على تسجيل اغنيته الشهيرة عام 1974 بإطار جديد وعلى شكل أسطوانة بمساعدة ودعم اشوريي ايران، وباهتمام ورعاية الموسيقار الاشوري وليم خنو.
ولدى تواجدي في لبنان في منتصف السبعينات لإجراء مقابلة صحفية مع الفيلسوف اللبناني ميخائيل نعيمة لمجلة المثقف الآثوري، ولقائي ببعض الشخصيات الآشورية المعتمدة من أمثال جوزيف دي مار يوسف، عمو سلمون، ايشو شمعون شليمون ابروهوم نورو ومدرب الرقص الفولكلوري السيد رابي ياقو يوخنا الذي اهداني نسخة من الأسطوانة المذكورة لتكون معي اثناء عودتي الى بغداد رغم المحاذير الخاصة بمحتوى نصوص تلك الاغنية القومية ومجازفتي في اقتنائها عبر الحدود العراقية.. وهنا تخونني الذاكرة كيف أوصلت الأسطوانة لأحد اخوة المطرب، وكأول أسطوانة من نوعها تدخل العراق، وافتقادي لها فيما بعد. وهنا يودني لمناسبة يوم الشهيد الاشوري ان انشر كلمات الاغنية مع الصوت الرخيم التي جسدها بفخر واعتزاز. وتم تخليدها على مدى سبعة وأربعين عاماً، ولا زال يُعاد ترديدها لمناسبة الذكرى الأليمة في فواجع ومآسي التاريخ الاشوري الحديث.